[إذا نمت بالنهار بدلا من الليل فقدت هرمون الشباب
ان الساعة البيولوجية او الحيَوية تنظم نشاطَ جسم الإنسان بالنهار وتثبِّطه بالليل وهي عبارة عن مركز في المخّ فيما يُعرف باسم «النّواة فوق التصالبة» وينتشر منها إلى العديد من خلايا الجسم وأنسجته. ويتحكم في هذه الساعة أربع من حاملات الصفات الوراثية (المورثات أو الجينات) التي تتأثر بدورة الظلام والنور والضوضاء والسكون، وبذلك تتحكم في ساعات اليقَظة والمنام.
اكد باحثون من جامعة أريزونا الأمريكية في بحث علمي حديث أن النوم في الظلام مفيد للصحة ، ويحسن نشاط جهاز المناعة بصورة كبيرة . وذكر الباحثون أن الجسم يفرز في الظلام هرمون الميلاتونين الذي يلعب دورا وقائيا في مهاجمة الأمراض الخبيثة كسرطان الثدي والبروستاتا . الميلاتونين يعرف ايضا باسم هرمون النوم أو هرمون السعادة وهو هرمون طبيعي يفرز من الغدة الصنوبرية الموجودة أسفل الدماغ وتصل قمة إفرازه خلال فترة النوم في الليل ومستوى هذا الهرمون ينخفض كثيراً في النهار عند الاستيقاظ لذا إذا استيقظ النائم أثناء الليلِ فجأة وأشعل ضوء ساطع فسيتوقف إنتاج الميلاتونين وكذلك لو نام بالنهار فان هذا الهرمون لن يفرز لذلك كما يقال نوم ساعة بالليل تعادل 3 ساعات بالنهار وصدق الله تعالى حيث قال ((وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا))
وهذا الهرمون ينظم الساعه البيولوجية للجسم لمساعدته على تنظيم ساعات النوم والاستيقاظ ليُمكن الإنسان من النوم في الليل دون أرق ويساعد الدماغ في التمييز بين أوقات الصباح والمساء وينخفض مستوى إنتاجه كلما تقدم الإنسان في العمر لذلك يكثر الأرق عند كبار السن وكذلك ينخفض عند المسافرين والموظفين الذين يعملون بنظام المناوبات.
إن للتغذية والسلوك أثرا فعالا في صناعة هرمون الميلاتونين المهم داخل الجسم لمكافحة آثار الشيخوخة والتقدم في العمر لذا فان تناول أطعمة معينة يلعب دورا مهما في إفرازه كما ان القهوة والشاي والكاكاو والمشروبات الغازية والتدخين تؤدي إلى نقص في إفراز الميلاتونين. ولا بد من اتباع سلوك معيشي مريح مع الراحة النفسية التي يوفرها الابتعاد عن المهيجات والعادات السلوكية الضارة.
ولزيادة إفراز هرمون الميلاتونين يجب تجنب السفر أو العمل ليلا ليأخذ الجسم قسطا وافيا من الراحة ويتوفر المناخ الملائم لإنتاج الهرمون الذي يفرز ليلا مع الابتعاد عن الأجهزة الكهربائية وموجات الميكروويف والكهرومغناطيسية .
ويمكن تعويض نقص هرمون الميلاتونين بتناول بعض الأغذية مثل الذرة والأرز والعدس وفول الصويا ودقيق القمح وبذر عباد الشمس والشوفان والزنجبيل والفستق واللوز والبندورة والموز والجزر بالإضافة إلى منتجات الألبان والدجاج والخميرة والمشمش المجفف. وهذه الاغذية تحتوي على حامض أميني لا يستطيع جسم الإنسان صناعته وهو التربتوفان. والغدة الصنوبرية تستخدم هذه المادة لإنتاج الميلاتونين. ويلعب فيتامين ب3 وب6 دورا مهما في إفرازه ويتم الحصول عليهما من الغذاء كما ان الكالسيوم والماغنسيوم الموجودين في اللبن ومنتجاته مهمان في إفراز الميلاتونين.
إن الضوء الساطع أثناء النهار يؤدي إلى زيادة السيراتونين في الجسم مما يؤدي إلى زيادة الميلاتونين أثناء الليل ولذلك ينصح بألا تقل مدة التعرض لأشعة الشمس يوميا عن ساعة وعدم التعرض للضوء المبهر ليلا لضمان إفراز الكمية اللازمة للجسم من الميلاتونين.
كما أثبتت بعض الابحاث الطبية أن التأمل من أهم المنشطات الطبيعية التي تساعد على إفراز هرمون الميلاتونين الذي يدعى كذلك هرمون الشباب وبالتاليقد يؤدي الى تأخير أعراض الشيخوخة مثل تجاعيد البشرة والشيب.
مع تحيات مدير الموقع :أ/السيد أبو السعود
مدرس رياضيات بمدرسة الدولتلى الاعدادية